Night Stars Admin
عدد المساهمات : 181 تاريخ التسجيل : 11/07/2009
| موضوع: ابراهيـم الابيـض..ابهــار بصـرى دمـرة فقـر السيناريو و كثرة الدماء الخميس أغسطس 06, 2009 10:37 am | |
| براهيـم الابيـض..ابهــار بصـرى دمـرة فقـر السيناريو و كثرة الدماء
▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀ كتب / مــــراد مصطفــــى
▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀
" ابراهيم الابيض " هو اخر افلام شركة " جود نيوز " الشركة التى تميزت فى الفترة الاخيرة بتقديم افلام ذو انتاج ضخم وتقينة حديثة و لكن ينقصهم فقر وضعف المضمون وظهر ذلك فى فيلمنا هذا من حيث الانتاج الجيد والتقينة المتطورة وصعوبة اماكن التصوير والمجهود المبذول ولكن كل هذا ضاع هباء بسبب سيناريو فقير ارتكز بشكل كبيرعلى تلطيخ الدماء ومشاهد العنف التى طغت على الفيلم منذ اللحظة الاولى وحتى الاخيرة دون مبرر كافى و بطريقة مبالغ فيها لم تشاهدها السينمـا المصرية على مـر عصورهـا منذ ان بدأت فى اواخر القرن التاسع عشر ، و خلقت هذة المشاهد حالة من التوتر والعصبية وقد افقدت السيناريو مضمونة ورسالتة.
من هو ابراهيم الابيض لكى نصنعة لة فيلما ؟ هو المسجل الخطر و المجرم البلطجى الذى عاش وتربى داخل السجون فأصبح وحش كاسر لا يتحدث الا باسلحة البيضاء داخل مجتمع اجرامى يسودة العنف ، فكبر معة هذا السلوك منذ ان كان طفل صغير يحاول البطلجية الاعتداء علي والده امام عيونه مما ادى الى قتلـة ،و ترغمه الظروف علي ان يكون مجرما ويقتل فى النهاية فى معركة دموية قد تكون الاطول فى تاريخ السينما المصرية والعالمية، ولكن الفيلم جعل " ابراهيم الابيض " يظهر وكأنة بطل قومى وشعبى يصفق لة الناس على هذة الافعال الاجرامية التى حرمها الدين والمجتمع لانها افعال تخطت الحدود البشرية واصبحت اقرب الى سلوك الغابة
وكشف الفيلم عن مرض دون ان يقدم روشتة علاج، قدم مشكلة بلا حلول ،وهى العنف الذى ساد المجتمع المصرى فى الفترة الاخيرة لكن الفيلم قدمها بطريقة مبالغ فيها تجعلك تشعر وان الناس فى العشوائيات يذبحون بعض كل لحظة فى ظل غياب تام أو تجاهل متعمد لدور الشرطة التي لا تظهر فى الفيلم إلا مرات نادرة طيلة الأحداث ، ولماذا كل هذة الدماء والمشاهد العنيفة الزائدة عن حدها !! ولماذا ظهر ابراهيم الابيض فى الفيلم وكانة "ادهم الشرقاوى او روبن هود " ؟! ، ولماذ بالذات اختار عباس ابو الحسن شخصية " ابراهيم الابيض " لكى يصنع لة فيلما يتحدث فية عن سيرة ذاتية لشخص بلطجى ، فقد كان من الافضل ان نصنع فيلما عن السيرة الذاتية لــ خالد بن الوليد او احمد زويل او نجيب محفوظ او غيرهم من المفكرين و العلماء و الشخصيات الهامة التى احترمها وحبها الملايين .
ولكن فى نفس الوقت يعتبر " ابراهيم الابيض " من افضل افلام الحركة من حيث التقينة وتطويرالصورة والتنوع بين الكادرات الثابتة والمتحركة و توظيفها فى الاوقات المناسبة داخل الفيلم ، وقد اظهر المخرج الشاب " مروان حامد " عضلاتة السينمائية فى كل مشاهد الاكشن و الحركة والتى كانت تصور فى اماكن خارجية صعبة مثل السيدة عائشة وعين الصيرة وسور مجرى العيون الذى يصور و للمرة الاولى فى السينما المصرية و لكن اختفت هذة العضلات فى مشاهد الحوار الديناميكة مما ادى لــ سقوط ايقاع الفيلم ، و هى التجربة الثالثة لمروان بعد ان قدم فيلمى " لى لى " و"عمارة يعقوبيان " ولكنها جاءت هذة التجربة اقل من المقبول ، ولا اغفل تفوق وجمال الموسيقى التصويرية لــ " هشام نزية " و توظيفها بشكل جيد والتى كانت من المنافع القليلة التى اكتسبتها من الفيلم . اما مدير التصوير " سامح سليم " فأظهر لنا صورة عالية التكنيك والروعة ودائمة الحركة و التوتر و قام بتوظيف الاضاءة وتوزيعها على اكمل وجهة وقدم ديكور "انسى ابو سيف " حالة خاصة للغاية وكان من اكثر العناصر الفنية تألقـا . اما عن التمثيل فلا ارى ممثل برع و تميز بحضور طاغى على الشاشة فى هذا الفيلم دون النجم الكبير " محمود عبد العزيز " الذى قدم شخصية صعبة ومركبة مثل " عبد المللك زرزور " الشخصية الاجرامية والاب الروحى الذى يسيطر ويقود المجتمع الاجرامى فى منطقتة الشعبية ولكن نجح الفنان محمود عبد العزيز فى تجسيدها ببساطة وسهولة فى الاداء و وضع خبرة السنين فى تقديمها وظهورها على الشاشة بهذا المستوى من التميز بالرغم من عدم اتاحة السيناريو المساحة الكافية لهذة الشخصية ، ولا انسى فى بعض الاحيان الحضور الجيد لــ " عمرو واكد" الممثل الشاب الذى يطمح لة الكثيرون بمستقبل باهر فى السينما المصرية . ولكن النجم " احمد السقا " فلم يقدم دور جديدا لة وللمشاهد وكان اداءة نمطيا وقدم شخصية اقرب الى شخصيات افلامة السابقة التى تتميز باللياقة البدنية وكثرة الحركة وسرعة البديهة و لتميز السقا بجسم وقوام مرن يستطيع تنفيذ مشاهد الحركة الصعبة ببراعة ومرونة يحسد عليها ولكن ينقصة ضعف اداءة التمثيلى فى بعض الاحيان والذى يؤثراحيانا بالسلب على الشخصيات التى يقدمها ، اما باقى الابطال فلم يظهروا بشكل جيد ولكنهم قدموا الشخصيات بطريقة مقبولة .
و لم يفلح الكاتب والسيناريست " عباس ابو الحسن " فى أولى اعمالة السينمائية بتقديم سيناريو يعالج قضايا عديدة وجاء سيناريو عباس ابو الحسن ليقول علي طريقة ارشميدس وجدتها!! ولكن لم يفلح ايضا .. و سيطرت قماشة السيناريو طوال الفيلم على خط واحد ضعيف وسطحى ،هو العنف والبلطجة التى سادت مجتمعنا من خلال شخصية اجرامية تعيش فى حى عشوائى لا تحمل مواصفات سينمائية كافية لجعلها بطلا لفيلم يظل عالق فى عقول اجيال قادمة .
__________________ | |
|